تأملات في شموع المحن (الجزء الأول ) نشر في جريدة اليوم الخامس

by د.هبة اللكاوي / September 21st, 2016

تأملات في شموع المحن (الجزء الأول )

حسنا ..سأخبركم سرا ...

الأسبوع السابق..تعرضت لمِحَنة..عصفت بوجداني..وافقدتني جزءا من قلبي.. وكعادتي في المحن..تخبطت قليلا..وتهت كثيرا، لكني بدأت ألحظ مؤخرا سلوكا في التعرض للْمِحَن..بمثابة طبطبة للروح...وتزور به السكينة قلوبكم

وأحببت أن أشاركم معي..وأطلعكم على شموعي في تلك الأوقات الصعبة من خلال التجربة..وانا لست عالمة الدين..او في موضع اقول فيه وعظ او نصائح...لكني اقدم لكم محاكاتي مع المحنة .لربما يجعلني الله سببا في ذلك النور الذي يجعل الانسان مستقبلا لاقداره بكل صبر وامتنان..

الشمعة الأولى: مقولة الحمد لله

هل تعرف ذلك الاحساس الذي يحدث حينما يحدث حريقا كبيرا في مكان ما..وبمجرد ان يسعى رجال الاطفاء لاخماده...فانه يستكين؟!!...إن تلك المقولة بمثابة الماء الذي يطفئ حريق قلبك..انها تطفئ ذلك الشعور المبالغ به في الألم...فيهدأ بعضا من القلب.. هذا غير أنها تعد المعنى الحرفي لمقولة النبي (إنما الصبر عند الصدمة الأولى )

الشمعة الثانية: التسليم بحدوث الأمر

مهما كان الأمر.. فقدت أحدا من احبتك..او ربما خسرت اموالك..او وظيفة ما..او أي خسارة في مجالات الحياة... ماعليك الا التسليم..التسليم بحدوث الأمر..كلما كانت الدنيا صغيرة في عينيك..كلما كان احساسك بالخسارة أقل..فخرج كل الأماني العينية من قلبك.. لا تتعلق بشيئ بعينه ولا شخصا بعينه..إنما تمنى الخير مع السعي اليه ..واطلبه من الله واني اقترح عليكم في هذا الصدد حسنتين..رددهما بكثرة في أول المحنة..يتشكل لديك إحساس التسليم :

" إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ" البقرة 156

"اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ " جزء من اية 20 سورة الحديد

الشمعة الثالثة : الخصوصية مع الله

يقول بعض الحكماء..انه من البر كتمان المصائب...كلما كان الله صديقا لك وحده دون سواه في المحن..كلما كان خروجك أسرع..وتقبلك لامرها أسهل على القلب.. ردد اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل..يعمق من هذا المعنى لديك.

الشمعة الرابعة: الثقة بالله

تخيل عندما تسند مهمة لاحدهم..وانت تثق فيه بشدة..ماذا يحدث؟ انت لا تنظر وراءك..وربما لن تسأل عن المهمة أيضا... ذاك هو منبع الثقة..فما بالك بمن خلقك؟ .. ردد كثيرا (ان الله على كل شيئ قدير) عددا من المرات..ليتشكل لديك احساس الثقة.. بافتراض ان اصابك شك؟ ولم يصل لك الاحساس؟...تذكر احوال قلبك..وكم مرة أحببت شيئا بدون أسباب !او ربما كرهت اخر بدون اسباب..اليس هذا مقياسا لقدرة الله؟

الشمعة الخامسة: لا تكن كزهرة القلب الدامي!

قيل ان هناك زهرة اسمها زهرة القلب الدامي((Bleeding Flower)..تتشكل على هيئة قلب..وتبدو وكأن قطرات الدماء تسقط منها..رغم جمالها الا اإنها سامة..وتؤذي كل من يحاول الاتصال بها.

لا تجعل من قلبك النازف..او المجروح من امر ما او المحزون..سببا في جرح اخرين ليسوا لهم ذنب او حتى ان كانوا هم سببا في جرحك...اسمو انت بسماحك وعفوك..هذا يضفي على قلبك مزيدا من الراحة

بقي هناك عددا من شموعي...سأكشف عنها الاسبوع القادم... لكن قبل الانصراف.. باعتقادكم لماذا خلق الله الألم؟ كم أود ان اسمع ارائكم..

وأخيرا :

المقال...يبقى رؤيا ليس الا...ومحاكاة لتجربتي الشخصية فقط لاغير!

وللحديث عمرا مادامت تدب بنا الحياة

مشاركة المقال:

الكتابات الأخيرة

ألبوم مصور عن نفسية وسلوكيات الشخص المذنب بقلمي وتصميمي
ألبوم مصور عن نفسية وسلوكيات الشخص المذنب بقلمي وتصميمي

by د.هبة اللكاوي / July 14th, 2022

المثلية الجنسية مرض ولا سلوك وأكلم ولادي عنها ازاي
المثلية الجنسية مرض ولا سلوك وأكلم ولادي عنها ازاي

by د.هبة اللكاوي / February 9th, 2022

حكاية طبق الشوربة
حكاية طبق الشوربة

by د.هبة اللكاوي / April 1st, 2021

حكاية البطاطس المهروسة بالبيض
حكاية البطاطس المهروسة بالبيض

by د.هبة اللكاوي / April 1st, 2021

وجه الدمية
وجه الدمية

by د.هبة اللكاوي / March 25th, 2021

تابعنا علي فيسبوك