أنثى على حبل المشنقة نشر في جريدة اليوم الخامس

عذرا أحبائي إن كان عنوان المقال مؤلما قليلا

لكن ذلك ربما صورة مصغرة من أرض الواقع في المجتمعات الشرقية تحديدا.. تجاه القهر الممارس ضد المرأة...من الرجل أحيانا..ومن المرأة نفسها أحيانا أخرى...

ربما ما سأفعله هو أن ألقي الضوء قليلا على تلك المشاهد..لنعيد تسميتها بشكل جديد...بدلا من أن تمر مرورا عابرا...ولا أحد يتكلم..الكل يصمت..في مقابل عادات مجتمعية لعينة..لم تحض عليها الأديان..ولا تقبلها الإنسانية جمعاء..

وإنه من الطرائف المؤلمة التي تحكي عن ظلم المرأة و قرأتها مرة عن قبيلة من القبائل..حينما كان يأتي المحيض نسائهن...ينفوهم بعيدا.. إلى أماكن لا تلمس أقدامهم الأرض !..ولا يدخلها الهواء ولا الشمس! دعونا إذن لنستحضر تلك المشاهد سويا:

أولا: المرأة المتزوجة

• مشاهد لزوجات عدة...مسئولية البيت والأولاد ملقاة عليها وحدها..إمرأة عاملة وغير عاملة.... أين دور مشاركة الرجل في كل ذلك؟! صفر...أين تحمله أعباء المنزل بجوار زوجته؟! صفر أيضا ...

• سأل رجل السيدة عائشة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا، قالت:نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته...أليس النبي قدوة لنا جميعا؟ لماذا إذن يتخاذل الرجال عن المشاركة بحق الله؟!..

• مشاهد لزوجات ليسوا بالقليل...يتحملن مصروفات المنزل كاملا...والرجل يجلس في البيت منتظرا المعونة..وتكثفي

الأرياف.. وأحيانا الأوساط المتحضرة؟...كيف يقبل الرجل بذلك؟ لا أدري!!

• مشاهد لحموات ليسو بالقليل... يحيلون الحياة جحيما...إما بتدخلهم المبالغ .....أو بتأويل مسئولية الحمل. والإنجاب ونوعية الجنين إلي زوجة الأبن.

• مشاهد لجيران عدة..وأناس كثر. وأغلبهم سيدات..يبالغون بتطفلهم المبالغ على حياة أي إمرأة متزوجة...يسخر منها البعض..إذا تأخرت في الحمل قليلا...أو ربما إذا لم تنجب...ألم يسمعوا قول الله (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن

يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) الشوري( 49- 50)

• مشاهد لضرب الرجال لزوجاتهم..وتوبيخهم بالسباب والعنف...هل ذلك مقررا في أي دين؟..حتى لو هناك تقويما لسلوكهم...فلذلك أساليب محددة ومعروفة أوصت بها الأديان ولا تنتهك أنسانيتهم .

ثانيا :المرأة المطلقة

• مشاهد من قسوة الأهل وعنفهم على إبنتهم المطلقة..ومحاولة الحد من حريتها !

• مشاهد من ألسنة وأحاديث الناس التي لا تنتهي في العادة.......لا أحد يلقي بمسئولية الفشل على الرجل.. أو يأخذ في الإعتبار أن لكل جواد كبوة...وأنه من الوارد الفشل في أي زيجة ! حتى وإن توافرت لها عوامل النجاح!

• مشاهد.. من إعتبار تلك المرأة في عداد الأموات...ليس لها حق الحياة أو أحيانا العمل إلى أن تتزوج مرة أخرى..

ثالثا : الأنسة التي لم تتزوج بعد

• مشاهد من ضغوط الأهل المستمرة..لتزويج إبنتهم تبدأ بمراحل المراهقة أحيانا في المجتمعات الريفية...أو مافوق سن الخامسة والعشرين أو أقل قليلا في المجتمعات المتحضرة..قبل حتى أن يتشكل الوعي بحقيقة الزواج لدي الفتيات !

• مشاهد من إطلاق لقب... وحده جريمة كافية لتوثيق قهر الفتاة...لقب عانس..في نظر المجتمع بأكمله..ناهيك عن تلك الاحاديث الخفية..التي تدور حول سبب تأخر زواجها حتى الآن...وتوبيخها المستمر..بلفظ عامي شهير (شدي حيلك) ولا أعرف حتى الآن ماهو شد الحيل من وجهة نظرهم !

• ونسوا قول الله (لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَان) سورة الحجرات (11)

الفتاة

• هناك منذ الصغر دوما..تفرقة بين الفتاة والصبي في المعاملة...

نعم ربما من جانب الأحتياط في مجتمع ليس بآمن الخوف على الفتاة في مجتمعات يكثر بها المتحرشون..لكن أليس من الأولى زرع القيم والخوف من الله في نفوس الصبيان..وألا يترك لهم الباب على مصراعيه بأن يفعلوا ما يحلو لهم من الخطايا؟ دون حساب أو رقابة؟!

وأخيرا

أي عدل هذا بحق الله..وأي ظلم تعرضون له فتياتكم..ونسائكم. تلك مشاهد بسيطة..وماخفي كان أعظم...فقط تذكروا حديث النبي ( رفقا بالقوارير)... قفوا أمام أنفسكم..في لحظة صدق...هل نفذتم وصية النبي كما يجب أن تكون؟..و.لما تقرون بعادات مجتمعية سخيفة لم يوصي بها أي دين؟! أسئلة تدور في رؤوسنا جميعا...لكننا ندفنها كالنعامة...حتى لانصدم بواقع مخيف..وظلم عظيم..لكيان يربي الرجال..ويعتبر بمثابة نصف المجتمع..وفيه صلاحه بأكمله !